كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وهذا التوجيه منه هاهنا عجيب، لأنه يذهب إلى أن نزع المضاف وإبقاء المضاف إليه مجرورا في ما ظهر إعرابه شاذ عطف على غيره أولا (1)، وعلل امتناع بقاء الجر في المضاف إليه بأن "المضاف إليه حال محل التنوين، وكما لا يبقى التنوين دون اسم، كذا لا يبقى المضاف إليه دون المضاف" (2) فإذا كان ذلك ممتنعا في ما ظهر إعرابه فأن يمتنع التخريج عليه في ما كان محتملا أولى.
3- ذهب الأخفش (3) إلى أن كسرة ذال (حينئذ ويومئذ) ونحو ذلك كسرة إعراب وأن (إذ) إنما بنيت على السكون في نحو: جئت إذ زيد في الدار، لإضافتها إلى الجملة، فلما حذفت الجملة عاد إليها الإعراب، فجرت بالمضاف.
ورد عليه الجمهور (4) القائلون بأن (إذ) مبنية على السكون أصالة والتنوين في نحو: حينئذ ويومئذ إنما هو عوض من المضاف إليه المحذوف (الجملة) وكسرت الذال لالتقاء الساكنين، ردوا عليه مذهبه بأن ذلك الكسر يوجد من غير إضافة إلى إذ كما في قول الشاعر (5):
بعاقبة وأنت إذ صحيح ** نهيتك عن طلابك أم عمرو

فلا وجه لجر (إذ) ولم يسبقها مضاف، فثبت أن الأصل فيها البناء على السكون، وأن الكسر عارض لالتقاء الساكنين، وهما الذال وتنوين العوض والتقدير في البيت: وأنت صحيح إذ نهيتك عن طلابك أم عمرو.
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: رصف المباني: 348.
(2) المرجع السابق.
(3) ينظر: معاني القرآن: 2 /484.
(4) ينظر: شرح المفصل: 3 /29- 30، وشرح الكافية الشافية: 2 /939- 940، ورصف المباني: 347- 348، ومغني اللبيب: 118- 119.
(5) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في: شرح أشعار الهذليين: 1 /171، وخزانة الأدب: 6 /490. وبلا نسبة في: الخصائص: 2 /376، وسر صناعة الإعراب: 2 /504، وشرح المفصل: 3 /29.